가사
خَائِفٌ أَنْ تُسْتَعْمَرَ مَمْلَكَتِي بَعْدَمَا شَيَّدْتُ جِدَارَ قَلْبِهَا.
وَوَضَعْتُ أُسُسَ مَشَاعِرِهَا.
وَبَنَيْتُ بَقَايَا أَحَاسِيسِهَا أَنَا مَنْ رَمَّمَ بَقَايَا فُؤَادِهَا.
أَخَافُ أَنْ تُغْزَى مِنْ مُسْتَعْمِرٍ يَهْدِمُ حُصُونَ صَمْتِهَا. وَلَا يَحِنُّ لِأَسْوَارِ حُزْنِهَا وَ يَغْفُو عَنْ تَقَلُّبَاتِ مُنَاخِهَا.
أَخْشَى أَنْ يَظْفَرَ بِجَمَالِ مَنْظَرِهَا وَسِحْرِ سَمَاءِهَا وَصَفَاءِ بُحُورِهَا.
فَمَنْ ذَا الَّذِي يُحْكِمُ ثَنَاءَ الدَّارِ غَيْرَ سَاكِنِهَا.
فَكَمْ رَمَيْتُ شِبَاكِي فِي بَحْرِ عُيُونِهَا لِأَصْطَادَ الدُّمُوعَ قَبْلَ نُزُولِهَا.
وَكَمْ صَوَّبْتُ نِبَالِي لِأَحْشَائِهَا لِأُصِيبَ وُحُوشَ الدَّهْرِ دَاخِلِهَا.
إِنْحَرِفْ بَعِيدًا أَيُّهَا الْمُحْتَلُّ الْغَاشِمُ عَنْهَا.
فَإِنْ سَقَطَتْ فِي حِمَاكَ يَوْمًا فَأَكْرِمْهَا.
وَإِنْ سَمِعْتُ عَنْ أَسْرِ وَحَرْقِ مَا فِيهَا.
سَأُعْلِنُ حَرْبِي حَافِيًا مُبْصِرًا مُبْتَسِمًا كَارِهًا.
لَنْ أُبَـالِي إِنْ خَرَجْتُ سَقِيمًا ضَرِيرًا خَاسِرًا حَرْبَهَا.
فَهَوَى قَلْبِي هَوَاهَا فَلَا هُوَ عَنِ النَّبْضِ تَابَ وَلَا اسْتَكَانَ لِهَوً غَيْرِ هَوَاهَا.
حَتَّى فِي مَنَامِي أَذْكُر اسْمَهَا، حَتَّى قَالُوا مُغَفَّلٌ مَسْحُورٌ عَمَاهُ ذِكْرُهَا.
لَا تَسْتَغْرِبُوا إِنْ نَثَرَ عَبْدُو الْغَزْلُ فِيهَا.
نَعَمْ! هَاذِي أَسْطُرِي، فَهِيَ رُبَّمَا لَا وُجُودَ لَهَا.
فَإِنْ خَضَعَتْ لِي الْأَنَامِلُ يَوْمًا، كَتَبْتُ عَنِّي وَعَنْكُمْ وَعَنْهَا..