أيها الواقفون على حافة الهاوية، يا من سئموا العيش في ظل تاج الرماد!
في زحام هذه الوجوه، وفي ضجيج العالمين، كم مرة نظرنا في المرآة فلم نجد سوى صدىً باهتٍ؟ صدىً لـ “أمسٍ” لم يعد يخصنا، لـ “أنا” ضاعت بين شظايا حربٍ لم نخترها. لقد ركضنا طويلاً، هاربين من ظلٍ لا نعرف له اسمًا، متسائلين: هل كان ما عشناه حلماً عابراً، أم كان لنا فيه جرمٌ لا يُغتفر؟
لقد عشنا خلف جدار الصمت، نبني عوالمنا الخاصة، محاولين إخفاء جروحٍ أعمق من أي ألم جسدي. كل ليلة، كانت أرواحنا ترى وجوهًا من رماد، ضحايا أبرياء سقطوا في حربٍ لا تكاد تُباد.
لقد رأينا جميعاً القيد، قيداً من حريرٍ وذهب، قفصاً جميلاً زيّنوه لنا بـ “حبٍ كاذب” من لهيب الغضب. كنا أسرى، لا لعدو خارجي، بل لنسخة مزيفة من السلام والولاء. فهل حريتنا التي نطلبها الآن هي مجرد أسير آخر، ينتظر أن يُطلق سراحه ليُسجن في قفص جديد؟
لا!
لقد جاء الوقت الذي يمزق فيه صوتٌ من بعيد هذا السكون! صوتٌ هو صدى لـ “روحنا” المنسية، يصرخ بجنون في وجه هذا الواقع الباهت. انظروا أمامكم! شقٌ بنفسجيٌ يفتح بوابة الأبعاد، ليس للهروب، بل للمواجهة!
لقد انتهى زمن الاختباء. لم يعد السؤال: هل نهرب من ماضينا؟ بل أصبح: هل نحارب حتى النصر؟
إننا نحمل في قلوبنا ندوباً لا تُمحى: خيانة الأقربين، نار الانتقام المشتعلة، عبء الذكريات التي ترفض أن تموت، وظلام عالمٍ آخر ينتظرنا. هذا هو وقودنا، هذه هي حقيقتنا.
من بين شظايا الأمسِ، ننهض الآن!
بقلبٍ من جمرٍ لا يعرف البرود، وروحِ بركانٍ لا يقبل السكون. لن نكتفي بالنجاة، بل سنصنع النهاية.
فليحترق تاجُ الرمادِ!
ليحترق كل ما يمثل سلطة زائفة، وكل ما يمثل عهداً كاذباً. عهدنا الجديد هو العهد القرمزيّ اللون، عهدٌ مكتوب بالدم، لا بالكلمات. سيفُنا واحدٌ، وهدفنا واحدٌ، في وجه هذا الكون الذي أراد لنا الذل.
لا عودة للوراء! لا وقت للندم على ما فات. مصيرنا واحدٌ، نعم، في بحرٍ من دماء، لكنها دماءٌ سنختار نحن من يريقها.
فليشهدِ التاريخ! فليشهد على قسمِ المحاربين الذي نطلقه الآن: سنكتب تاريخنا، ليس بالمداد، بل بدماء الخائنين!
هذا ليس وعداً بالسلام، بل وعداً بالعدالة.
في نهاية هذا الدرب الطويل، قد لا نجد السلام الذي حلمنا به. ربما سنصبح مجرد ذكرى للأيام، أو أسطورة تُروى. وربما، يا رفاقي، نكتشف أننا وخصومنا، كلانا، هو نفس الحكاية؛ ضحيتان تبحثان عن معنى للنهاية.
لكن حتى ذلك الحين، لن نركع. لن ننكسر. سنقاتل حتى يرتفع العهد القرمزي فوق رماد التاج البالي!
تقدموا!
Style of Music
Montagem Rugada - Slowed x Evernight) https://youtu.be/0Vvun8d3wvI